ونتيجة ذلك أنه كما أن نبوة النبي عامة شاملة، فكذلك إمامة الأئمة* عامة وشاملة، ومعنى ذلك أن إمامة الأئمة* ليست مقتصرة على مجتمع معين أو عنصر معين، أو فئة من الناس معينة، فكما أن النبي بعث للأبيض والأسود على السواء، فكذلك إمامة الأئمة* لكافة الناس.

ومن هنا يتضح لنا وجه آخر في اقتران بعض الأئمة بنساء غير عربيات, بل من قوميات أخرى كالفارسية أو الرومية أو غيرهما، كما أوردت الروايات الدالة على ذلك. فإن أم الإمام السجاد علیه السلام كانت من أصل فارسي، وكانت أم الإمام الكاظم علیه السلام من أشراف الأعاجم، وكانت أم الإمام الرضا علیه السلام من أهل المغرب، وكانت أم الإمام الجواد علیه السلام من أهل النوبة من قبيلة مارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله، وكانت أفضل نساء زمانها، وأشار إليها رسول الله بقوله: بأبي ابن خير الإماء النوبية الطيبة، وكانت أم الإمام الهادي علیه السلام مغربية، ولم يكن لها مثيل في الزهد والتقوى، وكانت أم الإمام الحسن العسكري في بلدها من الأشراف في مصاف الملوك، وكانت أم الإمام الحجة بنت قيصر ملك الروم، وأمها من ولد الحواريين، وتنسب إلى وصي المسيح شمعون كما سيأتي كل ذلك مفصلا في محله.

والذي نود أن نشير إليه في هذا الوجه أن الإمامة لما كانت عامة وأن الإمام إمام لكل الناس على شتى اختلاف أعراقهم وأصولهم انحدر بعض الأئمة من جهة اُمَّهاتهم من أصول غير عربية ليكون ذلك علامة بارزة على عالمية إمامتهم، وشمولها لجميع أهل الأرض، وأن لكل من السلالات البشرية طرفاً يوصلها بهذا