تنتهج من حياة الزهراء (س) والتي ارتقت فيها كي تكون أمّاً لأبيها على لسان الوحي, كما تكون قدوة للمرأة الواعية المثقفة المؤمنة وقدوة للأم الكاملة وللزوجة الصالحة, فعلى المرأة الواعية أن تقرأ حياة الزهراء العلمية والسياسية والمعنوية كي تتخذ منها منهاجاً ترسم به مستقبلها ومستقبل الأمة, وعلى الأم أن تقرأ حياة الزهراء (س) مع أولادها وكيف كانت تتعامل معهم كي تصبح أمّاً كاملة قد قدمت للأجيال من يُسعدها, وعلى الزوجة أيضاً أن تقرأ حياة السيدة فاطمة (س) مع زوجها وكيف كانت غاية في حسن التبعّل والاحترام المتبادل والمحبة الدائمة لاسيما في تلك الظروف البسيطة والأليمة حيث ذكروا عندما انتقلت فاطمة (س) إلى بيت علي علیه السلام ذاك البيت البسيط لم يكن فيه شيء حتى من ضروريات ومستلزمات الحياة فأخذت تعتني بشؤون منزلها وتدير حوائجها بالاعتماد على جهودها فلم يكن لديها خدم ولا عبيد ولا غير ذلك فكل حياتها كدح وجهاد, فقد كانت تطحن الشعير وتدير الرحى بيدها وتصنع أقراص الخبز بنفسها وتكنس البيت وتدير مستلزمات الأسرة وكان النبي’ وعلي علیه السلام يشاهدان كل ذلك منها ويشاركانها العناء, بل كانا يساعدانها في أعمال المنزل, فقد ذكر التاريخ صوراً ولو أنّها قليلة من الحياة العائلية الفريدة التي كانت تعيشها فاطمة مع زوجها وأولادها, كما ورد عن جابر بن عبد الله قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل فلما نظر إليها (بكى) وقال يا فاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً, فأنزل الله {وَلَسَوْفَ