على النبي قام إليها وقبلها وأجلسها
في مجلسه وكان النبي’ إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها
[413].
وكان رسول الله’ إذا سافر جعل آخر عهده فاطمة وأول من يدخل عليه إذا قدم
فاطمة. وقد جاء في مسند أحمد بن حنبل أنّه قال: نظر رسول الله’ لعلي وفاطمة والحسن
والحسين فقال: أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم[414].
وأيضا عن النبي’ قال:
إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا
أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور
العين كمر البرق [415].
لا يخفى أنّ هذا غيض من فيض مع كثرة
أحاديث الرسول’ حول بيان عظمة فاطمة (س) مقارنة بما ورد
في حقها, ولكن هذا القدر يكفي للعاقل حتى يتعرف على الزهراء (س) التي أحاطتها العناية
الإلهية من قبل ميلادها وكانت في جنة الخلد هنالك كان المبدأ, كما في رواية
الإسراء والجنة هي النهاية كما علمت وما بين الانطلاقة الأولى من الجنة والمنتهى,
لذلك أوصى الرسول بفاطمة كثيراً وحذر الناس من غضبها الذي يعني غضبه, بل وغضب الله
عز وجل كما مرّ, وشهدت لها عائشة بأنها أصدق الناس لهجة فهي الصديقة, كما أن
العناية الإلهية