حيث قال له (أشبهت خَلقي وخُلقي) [254] وقد وصف الله تعالى النبي’ في كتابه المجيد بالخلق العظيم, لا شك في شمول جعفر بهذا النحو من الخلق. وله فضائل عديدة في الإسلام من جملتها الهجرة للحبشة على رأس مجموعة من المسلمين في أوائل البعثة, والجهاد في سبيل الله حتى نال وسام الطيار, حيث جعل الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة يوم القيامة بعد ما قطعت يداه في المعركة. كما ورد عن أمير المؤمنين علیه السلام في حديث طويل إلى أن يقول: (... ألا وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة) [255].

أبو طالب يبشر زوجته بالوصي

تقدم أنّ إيمان أبي طالب وراثي وفطري, وأنه على علم ومعرفه في الكتب المنزلة والأنبياء المرسلة وعلى إطلاع أيضاً في الرسالة والنبوة الخاتمة وما تشمله من أوصياء ووزراء, كما يتضح من بعض الروايات الواردة في هذا الشأن, منها: ما ورد عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: لما ولد رسول الله صلى عليه وآله فتح لآمنة بياض فارس وقصور الشام، فجاءت فاطمة بنت أسد أُم أمير المؤمنين إلى أبي طالب ضاحكة مستبشرة، فأعلمته ما قالت آمنة، فقال لها أبو

[254] أنظر: مسند أحمد بن حنبل, ج1 ص108. وصحيح البخاري, ج3 ص168.

[255] الكافي, الشيخ الكليني, ج 1 ص450.