مربيته، وكان يسميها الأُم) فلما رأته مهموما قالت: فداك أبي وأمي، ما لي
أراك مهموماً؟ أعارضك أحد من أهل مكة؟. فقال: لا. قالت: فبحقي عليك إلا ما أخبرتني
بحالك, فقص عليها قصته مع ابن جذعان وما قاله وما وعده من الضيافة، فقالت: يا ولدي
لا تضيقن صدرك، معي مشار عسل يقوم لك بكل ما تريد، فبينما هما في الحديث إذ دخل
أبو طالب رضي الله عنه، فقال لزوجته: فيما أنتما؟. فأعلمته بذلك كله، وبما قال
النبي’ لابن جذعان، فضمه إلى صدره وقبل ما
بين عينيه، وقال: يا ولدي بالله عليك لا تضيقن صدرك من ذلك، وفي نهار غد أقوم لك
بجميع ما تحتاج إليه إن شاء الله تعالى، وأصنع وليمة تتحدث بها الركبان في سائر
البلدان، وعزم على وليمة تعم سائر القبائل... [208].
زواجها من أبي طالب
اختار أبو طالب فاطمة بنت أسد شريكة لحياته, وذلك بما
كانت تمتاز بصفات كمالية عالية تؤهلها لأن تكون كفؤاً له, لاسيما إن قلنا أنه وصي
من الأوصياء (كما ذكر عن أبي الحسن الأول...لأنه كان قد آمن وأقر، وكيف لا يكون
كذلك والحال أن أبا طالب كان من الأوصياء، وكان أميناً على وصايا الأنبياء وحاملا
لها إليه’...) [209]. وله المكانة
والقدر العالي عند الله, ومن ناحية أخرى تكون وعاء لسيد الأوصياء, فهذه وغيرها
تكشف لنا عن سبب اختيار أبي طالب لها,