وهو شامل في النظر إلى الإنسان في داخله ومضمونه، وإلى أوضاعه الحياتية كلّها، وحقّه من هو إنسان، وهو مواطن في حياة مريحة كريمة.

وحراك من هذا النوع، وفي أوضاع يسودها حالة من الفساد المربح لعدد غير قليل حسب تصورهم الخاطئ الذي مكنت له في عقليتهم ونفسيتهم أوضاع الفساد نفسه وأجواؤه لا بدَّ أن يجد من هؤلاء من يقف في وجهه بشراسة واستئساد وقوة، وإن كان بطبيعته وحسب النظر الموضوعي الدقيق والرؤية الحقيقية لإنسانية الإنسان وما تقتضيه من مصلحة قريبة وبعيدة يصبّ في مصلحة الجميع ويحافظ عليها.

فالإنسان ليس بدناً فحسب، ولا حيواناً بهيمياً حتى تتمثل كلّ حاجته وسعادته في إشباع البطن وما ماثل، وأن يستجمع من هذا الزاد مُبالِغاً في ذلك ما يفوق حاجته بمرّات ومرّات ولو على حساب لقمة الآخرين وحاجاتهم في إهمال كامل لما يرتبط بالروح من حاجات.

وهذا الحراك فيه أكثر من طرف، وأكثر من توجّه، وإن كان ذلك في إطار الإصلاح وكلّ طرف له حسابه، وله اجتهاده وتقييمه، وملاحظاته.

فلكل ما تقدم تكون لهذا الحراك تعقيداته، وصعوباته المتميّزة،