نام کتاب : ثورة أم و ثورة شعاع نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 61
المبدأ وراء شخصيته؛ فالذات التي
تتصنَّم وإن رفعت راية المبدأ فإنها تتخذ من ذلك طريقاً لاستراق عظمة المبدأ
وقدسيته ومهابته في العقول والنفوس، حتى يكون الاحتلال الكامل لمواقع المبدأ
المتقدمة، فتكون القدسية والعظمة قدسية للقائد أولًا وبالذات ثم للقضية ثانياً
وبالعرض إن لم يقتصر الاجلال والتعظيم على شخص القائد وينسَ المبدأ. أما الذات التي
تزكّى فأوّل ما تطارده في نفوس الأتباع أن تتعظم ليصغر المبدأ، وأن تُذكر لتُنسى
الفكرة، وأن يتجاوز بها حدّ الفقر والإمكان ويُرتفع بها عن صعيد الرقيّة وذل
العبودية؛ فكلما كاد أن يتسلل إلى نفوس الأتباع شعور كاذب برد النصر إلى تدبير
القائد وعظمة مواهبه، انقضّ على هذا الشعور يحطّمه وينسفه ويُحلّ محلّه توحيد
الله، ويرد العقول والقلوب لرؤية بارئها: (قُلْ إِنَّما أَنَا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ
يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ
رَبِّهِ أَحَداً)[1]، (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي
نَفْعاً وَ لا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ