والأرض وهم في قبضته ليل نهار، هم في قبضته ليلًا نهاراً، وإنَّما هي الغفلة منهم والغرور والسذاجة أن يرو من أنفسهم أرباباً، وأن يقدّموا أنفسهم للعالم أرباباً ليصطادوا شباباً بعد لم يعِ، أو يصطادوا فتاة بعد لم تكتمل، أمّا الشاب الذي وعى والفتاة التي كملت، شباب الإيمان، فتاة الإيمان، لا يمكن أن يهتزّ وجودهما الكبير العملاق أمام عاصفة الكفر وإغراء الكفر وحيلة الكفر.

ويتراءى لهم أنَّهم يملكون ما يملكون وأنّهم يستطيعون أن يملكوا مصير الأرض، قامت ثورةٌ في الأرض عملاقة كلُّ العالم مجتمع على عداوتها- ثورة الإمام الخميني قدس سره- فسحقت إرادة الكفر العالمية، سحقتها قبل ذلك إرادة الله وقدر الله وفاعلية الله التي لا تقاومها فاعلية ولا توجد من دونها وبدون إذنها فاعلية، (بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً) [1] [2].

مواصفات قيادة الإمام الخميني قدس سره‌

1- قيادةٌ صالحةٌ:

السيد الخميني- أعلى الله مقامه، وقدس سره- يقال- بحقّ وبصدق- أنّه القيادة التي ذابت في الأمَّة، وعاشت الهمّ والغمّ والضيق والحرج والعنت والضنى والآلام من أجل الأمَّة، على أنَّ الفرص لم تكن بيد أحد كبيرة ومواتية ومتمرغة ومتذللة كما كانت بيده- فرص الدنيا- رحمه الله وأعلى الله مقامه.

2- قيادةٌ قرآنيةٌ:

كان قائداً قرآنياً مجاهداً في الله، عنيداً في الحقّ، طالباً للآخرة، معلّم أمّة،

[1] سورة فاطر: 40.

[2] خطبة الجمعة (9) 8 ربيع الأول 1422 ه-- 1 يونيو 2001 م.