المواقف، وخلفيّاتها، وظروفها ونوع أخلاقيتها، وتشابك العناصر المختلفة الداخلة في تكوين نسيجها، والمؤثّرة من قريب أو بعيد فيها.

وكثيراً ما يستنبط المطالعون المحلّلون من المختصين ذوي الخبرة والتأمل مجموعة من القوانين الكليّة، والقواعد الشاملة ممّا يتصل بعالم النفس، وعالم الاجتماع والسياسة والأخلاق والتحوّلات والاستبدال من تلك المادة المتراكمة. وهذا من البصيرة العلميّة النظرية وصناعتها.

أمّا إقامة الخطى السلوكية، والمواقف المستجدة العملية، على ضوء المستخلص العلمي الدقيق، والتأشيرات العميقة الثابتة لتك التجارب والمواقف، ولما بين البدايات والنهايات من علاقة العليّة المتينة المكينة، والتحرك العملي في ضوء السنن الإلهية العامّة المدلول عليها بعطاءات تجارب الماضي والحاضر مما تهتدي إليه البصيرة العلمية والفكر المتدفّق فهو من البصيرة العملية التي يحتاجها الناس في ميادين التطبيق ومن الاعتبار، والاستفادة الحياتية من العبر، والتي تختلف عن دقّة الفكر والنظر. ولك أن تقول: بأن البصيرة العملية حكمة ورشد في مقام الاختيار، وانقضاء المواقف؛ والتي قد يكون‌