responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 60

ه-- الإنسان:

موضوعٌ آخر يهتم به القرآن ولابد أن تكون على ذكرٍ دائماً به هو أنت أيها الإنسان، قيمتك، محتواك، أأنت اللحم والعظم والشحم؟ أأنت هذه الكتلة التي تبيد وتنتهي وتتبعثر؟ أأنا وأنت هذا الجسم الذي بدأ نطفة وينتهي جيفةً وهو بين النقطتين يحمل في داخله العذرة؟ أم نحن غير ذلك؟

الإنسان محل اهتمام القرآن:

1- «وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ ...[1]» إن نسيتم أنفسكم سقطكم، إن تصورتم ما يريده لكم أعداء الله والكفرة في الأرض من أنكم حيواناتٌ أبناءُ القرود، سقطتم عن مقامكم الكبير، وإنسانيتكم الضخمة التي وهبها الله لكم أيها الناس.

تهديدٌ من الله‌ «وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ ...» نعمة ذِكر النّفس، نعمة ذكر قيمة الذات، نعمة النظر إلى إمكانات الذات، إلى المستقبل الذي ينتظر الذات، إلى هذا الإنسان الذي يستطيع أن يصل إلى مقامٍ يفوق به الملائكة، ذكرٌ مهمّ. مهمٌ أن تنظر إليك بحجمك الحقيقيّ، وحجمك الحقيقيُّ كبيرٌ عند الله، صغيرٌ عند سفلة النّاس، وصنّاع الحضارة المادية.

2- «وَ يَقُولُ الْإِنْسانُ أَ إِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا «» أَ وَ لا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً [2]» عليك أن تتذكر البداية، عليك أن تحمل شعورين: شعور قيمة ذاتك الكبرى الموهوبةِ لك من الله، وشعور الاستصغار لذاتك في ذاتك مفصولةً عن مدد الله؛ فأنت صِفرٌ وأنت عَدَمٌ، ثم أنت بدايةٌ وضيعةٌ، بعد أن كنت عدماً صرت البداية الوضيعة. وما صَيّرك وما سواك رجلًا سويّا، وامرأةً سويّةً، وإنساناً تزخر بكل هذه الإمكانات إلا الله. [3]


[1] سورة الحشر: 19.

[2] سورة مريم: 66- 67.

[3] خطبة الجمعة (151) 3 ربيع الأول 1425 ه-- 23 ابريل 2004 م‌

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست