responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 52

المقصود من حضارة الذِّكر

والمقصود من حضارة الذكر أنها حضارةٌ تركز على حقائق كبرى ذات أهميةٍ عالية وعلى حضورها والتعامل معها حسب الأهمية، ولا تهملُ العملَ أبداً على استحضار أيّ حقيقةٍ في وعي الإنسان وذاكرته مما له تأثيرٌ عليه.

الإسلام لا يهرب بك عن مواجهة الحقائق، يوقفك تماماً أمام الحقيقة الكبرى المطلقة (الله) سبحانه و تعالي. يوقفك أمام حقيقة دنياك، أمام حقيقة آخرتك، أمام حقيقة ذاتك، أمام حقيقة عدوك، أمام حقيقة صديقك. يوقفك أمام حقيقة وجودك، وأبعاد ذاتك. يوقفك أمام الحقائق الصغيرة، وأمام الحقائق الكبيرة؛ ليجعلك علمياً، ليجعلك واقعياً، ليجعلك على وعيٍ تامّ بذاتك وبمحيطك وبكل علاقاتك.

الإسلام لا يستغفلك أبداً لحظة لينسيك واقعك أو لينسيك حاضرك أو مستقبلك.

فالإسلام نستطيع أن نطلق عليه بأنه حضارة الذكر، والحضارة التي تقوم على الإسلام هي حضارة الذكر.

2- صناعة رحمانية:

حضارة الذكر صناعةٌ رحمانيةٌ في قبال حضارة النسيان وهي صناعةٌ شيطانية.

حضارة الذكر صناعةٌ رحمانيةٌ حيث أرسل الله سبحانه و تعالي الرسل، أنزل الكتب، بثّ الآيات الكونية، آيات الأنفس، أقام دروس الحياة. جعل الأحوال متقلبةً بقدرته، جعل الإنسان لا يستقرّ على خاطِرَةٍ، جعله يتنقّل في مشاعره من حزن إلى فَرح، من غم وكرب إلى أنس، من يأسٍ إلى أمل، بحيث يتبين له تماما أنه لا يملك ذاته.

كل ما جاء من عند الله سبحانه و تعالي من كتب ورسل وآيات وما بثّ من دروسٍ في هذه الحياة هو من أجل الإيقاظ، هو من أجل الذّكر، هو من‌

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست