responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 42

ثم‌إنه يدخل في ما هو لعب مما يعده الكثير جدّا الاشتغالُ بالتكاثر، بالأشياء التي تفيض عن الحاجة كثيراً وتتجاوز الحد المعقول.

10- الولائم السفهية التي لا يراد بها إلا الشهرة الدنيوية الخاوية.

11- البناء من أجل البناء، الفن من أجل الفن، حتى العلم من أجل العلم، علم الفقه من أجل علم الفقه، علم الدين من أجل علم الدين، عبثٌ ولعب. ما لم يحمل طلب العلم، ما لم يحمل الفن، ما لم يحمل البناء، ما لم تحمل التجارة، ما لم تحمل كلّ أعمالنا التي تتمتع بمظهر الجِدهدفيةَالحياة، وترتبط بما هو الهدف الحقيقي للحياة، فإنها داخلةٌ في معنى اللعب بالمعنى الدقيق والأصوب. الصلاة للرياء، الجهاد للرياء، التبليغ للرياء، هذه‌الخطبة إذا جاءت رياءً، كلّ ذلك لعب.

مفارقةٌ مدهشة:

إنسان الأرض على قصوره وعبثيته، يرى من الضرورة لاستمرارية الحياة الاجتماعية وانتظامها بمقدارأنّ‌عليه سنّ القوانين، والمطالبة بتطبيقها، والإثابة والعقوبة عليها، وأن يفرّق بين مُحسنٍ في نظره ومسي‌ء، ويأخذ بهذا النظر في كلّ وزارة ودائرة. ثم‌يرى العبثية لوجوده وحياة نفسه، وأنه لا معنى لتطلعاته وأشواقه الروحية، ونظرته الأخروية، لا دنياً ولا آخرة. وكم‌هو عجيب من هذا الإنسان أن ينسب العبثية وغياب الهدف لعملية الخلق على يد العليم الخبير الحكيم! وتَعجَبُ‌للإنسان كيف يخطّط لكل عمل صغير في حياته ويجعل لذلك هدفاً، ثم يفرّغ حياته نفسها من الهدف، ويهمل أن يخطط لها على ضوئه.

وأركزقبل الختام على وعي وتذكر هذه الحقيقة، حقيقة أن الحضارة الإسلامية حضارة جد لا لعب، وأن كلّ حضارة مادية هي في لُبِّها حضارة لعب لا جد، وذلك على ضوء ما تقدم. [1]


[1]. خطبة الجمعه (147) 5 صفر 1425 ه/ 26 مارس 2004 م.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست