نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 40
حشرة راكنة؟ لا أرى للإنسان وجوداً
أكبر من الحيوان حين تتخلى نظرته عن وجوده الروحي، وعن وجوده الشعاعي، وعن نور
الفطرة في داخله.
هذه النظرة- نظرة اللعب إلى الكون
والحياة والإنسان- تنبثق عنها كما سبق نظرة ازدرائية للذات وللآخرين. والمستقبل في
إطار هذه النظرة مستقبلٌ محدود متهاوَن به. أنا كم سأعيش؟ سأعيش ستين سنة؟
مائةسنة؟ مائتيسنة؟ إنه مدىمحدود، ومستقبل قريب. أما صاحب النظرة الجادة للكون،
للإنسان، للحياة، فلايسعه أن يتهاون بالمستقبل الممتد، بالمستقبل الأبدي، لا يمكن
أن يتهاون بشقاء دائم، أو بسعادة خالدة.
نظرة اللعب للكونللحياة، للإنسان،
تعطي الإباحية، وتعطي أن يقضي الإنسان حياته في اللذات الوقتية، وتعطي له أن ينطلق
مع خط الإباحية، وتولِّد قلقاً وغموضاً في المستقبل البعيد غير المحدود، فإنه لا
يمكن لإنسان ينظر إلى الكون وإلى الحياة نظرة اللعب أن يحدد تماماً أن هناك آخرة
أو ليس هناك آخرة.
جدٌ لا لعب:
اللعببالمعنى الظاهر مكشوف لنا،
ولكنّ هناك لعباً خفيَّ المعنى، تدرك فئة من الناس- فئة الأنبياء والمرسلين والأولياء
ومن تدبَّر- أنه لعب، وأكثر الناس يرون فيه الجدّ كلّ الجد.
أمثلة عابرة:
1- عملٌيستغرق النهار وشطراً من
الليل: ركضاً وراء المال في حالة من الغنى. إنسان استغنى غنىً يكفيه الحياة، ولكنه
لازال يلهث وراء المال لُهاثالفقير بفقرمدقع. لايراد له أن تتعطل حركته في
الحياة، ولكن يراد له أن ينظر الحياة وصلة للآخرة، وجسراً للآخرة. هذاالمسكين
لازال يرى الحياة كلّ شيء، لا يزال يرى الدنيا كلّ الأمل، ولا يزال يراها كلّ
المعنى. إنه
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 40