responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 32

الله سبحانه و تعالي وجبروته وبطشه وأخذه. فلا انهيار، لا انبهار، لا سقوط في نفسية الإنسان المؤمن أمام انتفاش الكفر.

6- ولم يُطَع مكرِها:

أولًا: الطاعة تكون بفعل المأمور به وترك المنهي عنه، فلو كان الإنسان مجبراً على الطاعة مطلقاً لم تقع منه المعصية. الإجبار على الطاعة يعني أن لا تقع من الإنسان معصية، بينما المعصية واقعة من الإنسان فعلًا. هذا يكشف عن أنه لا إجبار على الطاعة. أنت لو كنت مجبراً على الطاعة لم تستطع أن تعصي ولو مرة واحدة، ولكننا نعصي، وهذا برهان أننا لسنا مجبورين على الطاعة.

ثانياً: لو كان الإنسان أحياناً يجبر على الطاعة وأحياناً يجبر على المعصية ويعاقب عليها لكان الله ظالماً، تعالى ربنا عن ذلك علواً كبيرا. على أن طاعة المطيع أسبابها من عند الله، وإقدار العبد على اختيارها بفضله، ولا تحصل له إلا بتوفيقه. أكونُك مختاراً في طاعتك يعني أن لك جميلًا على الله؟ أن لك تفضلا على الله؟ لا أبداً. لماذا؟ الجواب هذا: طاعة المطيع أسبابها من عند الله، وإقدار العبد على اختيارها بفضله ولا تحصل له إلا بتوفيقه.

ثالثاً: الجزاء بالثواب على الطاعة مُستحَق، لكن ما معنى استحقاق العبد ثواب الله على طاعته؟ هل سجّل جميلًا على الله، فكان على الله أن يجزيه؟ كونك تستحق الثمن من عندي أنك أعطيتني مُثمَناً. العبد لا يعطي الله شيئاً أبداً حتى يستحق عليه بذات فعله ثمناً، ذات الفعل من العبد لا يسجل على الله عِوضاً أبدا. ليس لرسول الله صلى الله عليه و آله ثمنٌ لطاعته عند الله باستحقاقٍ ذاتي لأفعاله وطاعته، إنما هذا الاستحقاق يعني أن الله عز و جل كتب على نفسه أن يجزي المطيع بالإحسان، وكتب ذلك على نفسه تكرماً منه وتفضلًا، وليس أنك سجلت على الله جميلًا تستحق به ثواباً عنده.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست