responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 189

بهذا تربح العمر، تربح الحياة، تربح الدنيا، تربح الآخرة، تربح عناية الله وحراسته وكفايته.

الذكر والفكر:

إنه لا ذكر إلا بفكر، بتأمل، بتدبر في البداية في النهاية، في الخلق، في التدبير، في محدودية المخلوقين، عجزهم، مرضهم، موتهم، غناهم العابر، فقرهم الذاتي، تغير إرادتهم، تقلبهم بين هم وغم، وفرج وانشراح، وحزن وفرح، ورضا وغضب، لا يملكون من أنفسهم مشاعرهم، وأحساسيهم، وخواطرهم، وتقلبات أحوال داخلهم.

محكوميتهم في الخارج، في الداخل، في كلّ صغيرةٍ، في كلّ كبيرةٍ. وأنت تفكر لا تعرف كيف تفكر، لا تملك قوانين تفكيرك، من من الناس قد وضع قوانين تفكيره؟! ومن من الناس يملك لحظةً مسألة تفكيره؟! ومن من الناس يدري ماذا سيأتي عليه بعد لحظةٍ من خاطرة؟! لا أحد، إلا بإذن الله.

والفكر الذي يولّد الذكرَ هو فكرٌ يتجاوز سلسلة الظواهر الحسية إلى ما وراءها من قدرةٍ وعلمٍ وإرادةٍ ووجودٍ وحياةٍ ولطفٍ ورحمةٍ تحرّك هذه الظواهر كلها، وتنظمها، وتضبط مسارها، وتسلك بها إلى غاياتها ونهاياتها، وهو الفكر الذي يقرأ من وراء شبكة القوانين الكونية التي يكتشفها، والإحكام والدقة والتكامل والاتساق على طريق الغاية الواحدة لمجموعها ما يؤكد وحدة التحكم والضبط والتوجيه والتدبير لهذا الكون بكل ما فيه من شي‌ء مخلوق، ويقرأ من محدودية كلّ المخلوقين وحدوثهم أزلية الخالق وعدم محدوديته.

ولتكون المفكر والذاكر لا تسمح لأحداث الحياة أن تستنزفك. الحدث السياسي الكبير، الحدث الاجتماعي الهائل، كلّ ما تعجّ به الحياة من وقائع‌

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست