responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 180

ب. من نتائج الذِّكر.

«.. الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّالْقُلُوبُ‌ [1]» وقلبٌ مطمئنٌ صاحبه مستريح، وإذا اضطرب القلب وأصابه القلق فزعت حياة صاحبه كلها. والذين تطمئن قلوبهم لا تطمئن في حال رخاء دون حال شدة، ولا في حال غنىً دون حال فقر.

الذين يملأ قلوبهم ذكر الله، فتنال من ذكر الله كامل اطمئنانها تجدها مطمئنةً في كلّ حال، فلا يأتي ظرف ولا حال على تلك القلوب تفزع فيه، وتضطرب وتفقد لذة وجودها وحياتها الممتدة. لماذا؟!

القلب وصاحبه ضعيفٌ يبحث عن قوي، القلب وصاحبه فقيرٌ يبحث عن غنيٍ، القلب وصاحبه فانٍ يبحث عن دائمٍ، القلب وصاحبه متضعضِعٌ واهٍ يبحث عن ركنٍ شديد، وليس من بعد الله قويٌ ولا غنيٌ ولا دائم. فلماذا لا يطمئن قلبٌ انشدّ إلى الله وكان له وصالٌ مع ذكر الله دائم؟!

والذين يذكرون الله يملكون وعياً، ويملكون رؤيةً وعرفاناً، يذكرون الله عظيماً، يذكرون الله لا فاعلية بدون غيره في الكون، يذكرون الله مالكاً لكل ذرةٍ من ذرات الكون، يذكرون الله لا غالب له، يذكرون الله على أن كلّ شي‌ء مغلوبٌ له.

عن أمير المؤمنين (ع): «الذّكرُيشرحُ الصّدرَ» [2]. ساعة اللهو بعد الغمّ ليست متنفساً، المتنفس الحقيقي، الفَرَج، السعة في ساعة الذكر. إذا ألمّ من أزمات الحياة ما ألمّ، واشتدّت علينا محنها، فلا لَجَأ لنا لأن نخرج من الكرب وغمّ وهمِّ- لو وعينا- إلا أن نذكر الله. وهذه كلمة عن إمامٍ معصومٍ حكيم وهو علي عليه السلام.


[1] سورة الرعد: 28.

[2] غرر الحكم و درر الكلم، الآمدي، ص 48.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست