responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 178

«يَصْنَعُونَ‌[1]» فهناك نتيجة دنيوية ونتيجة أخروية يشير إليها قوله سبحانه و تعالي‌ «وَ سَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ‌ [2]

«وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِأَعْمى‌» «قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‌ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً[3]» فهذا الإعراض عن ذكر الله في حياة الفرد، في حياة الأسرة، في حياة المجتمع الصغير، في حياة المجتمع الكبير يُعقب هذه النتيجة الواضحة من الآية الكريمة وهي الظمأ، الضيق، الاختناق.

الحياة مهما كان فيها من نعمٍ مادية، ومهما استطاع الإنسان أن يزيد من درجة الإنتاج الاقتصادي، ومهما تقدمت الوسائل الأمنية، والوسائل السياسية، ووسائل الإنتاج بيده إلا أنّ كلّ ذلك لا يمكن أن ينقذه من حياة الخناق، وحياة الضيق، وحياة الاكتئاب، وحياة الاضطراب والقلق، وفقد الثّقة، والانشطار الداخلي عند النفس مما يُقلقها ويفزعها ويجعلها تعيش المعاناة. لا ينقذ من هذا السوء الدنيوي، ولا ينقذ من سوء الآخرة إلا منهجٌ واحدٌ هو منهج الله الذي يقوم على ذكره، ويقود الحياة في اتجاهه سبحانه و تعالي.

هذا جزاء دنيوي؛ وعن الآخرة:

«... وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَالْقِيامَةِ أَعْمى‌» «» قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‌ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً «» قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى‌ [4]» فلا تدخل اليوم في رحمة الله، وهو يوم الفزع الأكبر، يوم لا سند، ولا معتمدَ في يقين النّاس إلا الله. في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة لا سند ولا معتمد إلا الله، إلا أن النفوس تؤمن بهذا تمام الإيمان وتتيقّنه في يوم الآخرة حين ينكشف الغطاء، وتسقط كلّ الأصنام، وتذهب كلّ‌


[1] المصدر.

[2] المصدر.

[3] سورة طه: 124- 125.

[4] سورة طه: 124- 126.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست