نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 173
وخاسرون في الحياة الدنيا، وخاسرون
في الحياة الآخرة. مجتمع الشقاء، ذلك المجتمع الذي تبنيه النظرة المادية، وشقاؤه
هنا قبل أن يكون في الآخرة.
وتجدون أن فساد الدنيا كله من فساد
الإنسان «ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْأَيْدِي النَّاسِ[1].»
وماذا عن المنافقين والمنافقات وهم
اخوة الفاسقين والفاسقات؟
«الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَ يَنْهَوْنَعَنِ الْمَعْرُوفِ وَ يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّالْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ[2]»
والمنكر ما ينكره العقل والفطرة والدين القويم، والمعروف ما يحتضنه العقل والفطرة
والدين القويم، وهؤلاء يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ويقبضون أيديهم. الكافر
قد يدفع من ماله، ولكن إما أن يدفع من منطلق تجاري، أو يدفع من منطلق اضطراري، أو
يدفع إعلاماً، أو يدفع تحت تأثير دافع آخر ليس هو الدافع المادي. فقد تدفعه بقية
فطرة في داخله، أو تسرب تعليم ديني إلى نفسه من بيئته لأن يبذل شيئاً في سبيل
الآخر.
«نَسُوا اللَّهَ»
مركز السوء، مركز الفساد، منطلق الفساد في العلاقات وتحطم العلاقات، وسوء العلاقات
هو أنهم نسوا الله فنسيهم. «إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُالْفاسِقُونَ». و ليس أنسى لله من الاتجاه المادي.