responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 156

والحق أننا أمام واقعٍ كبير لتجربة الإسلام على يد رسوله الكريم صلى الله عليه و آله، ونصوصٌ غفيرةٌ من الكتاب والسنة لا يدع أحدهما شكاً في أن الحضارة الإيمانية حضارةُ القوة لا الضعف، والنهوض لا الركود على مستوى صناعة الإنسان، وصناعة أوضاعه الخارجية.

حركة القوة الخارجية عند الحضارتين‌

هذا سيل من الآيات الكريمة فضلا عن الحديث الكثير يتحدث عن أمة القوة وعن دولة القوة، ويطالب أمة الإسلام بأن تكون قوية قادرة. وكل من حضارة الإيمان والإنسان، وحضارة المادة والطين تهدفان إلى تحريك قضايا القوة الخارجية على الأرض ولكن بفوارق بينهما منها بصورة مختصرة:

1. قوة مع عدل وقوة مع ظلم:

عدلٌ اجتماعي تقيمه حضارة الإيمان يقوى ويسعد به المجتمع كله، وظلم وطبقية اجتماعية على أكثر من صعيد تنشئها حضارة الطين، وتحوّل القوة إلى سوط عذاب على الجميع؛ على الطبقة الغنية وعلى الطبقة الفقيرة بشرحٍ لا يناسبه المقام. وذلك لما تثيره الروح المادية من أَثَرَةٍ فاحشةٍ من جانب وحقدٍ دفين من جانب آخر. وكما يقتل الفقر أصحابه، يقتل الترف أصحابه.

2. قوة هادفة، وقوة هدف:

حضارة الإيمان تدفع إلى بناء القوة، ولكنها القوة الهادفة، والهدف هو بناء الإنسان الصالح، وبناءُ الأوضاع الإنسانية الصالحة. أما الحضارة المادية فهي تدفع إلى بناء القوة، وتشيّد قوة على الأرض؛ قوة اقتصادية أو عسكرية مثلا ولكن تبقى هذه القوة هي الهدف، وتستهلك حياة الإنسان، وتستنزف كلّ طاقاته، لتكبر القوة ويصغر الإنسان ويتحول إلى خواء.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست