responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 152

«قُوَّةً إِلى‌ قُوَّتِكُمْوَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ‌ [1].» المخاطبون قوم عاد، والمخاطِبُ هود عليه السلام. وعاد كانوا يتمتعون بتقدّمٍ عمراني، وتحصيناتٍ قوية، وقوةٍ ضاربة تدفعهم في ظل جاهليتهم إلى العدوانية الشرسة والبطش الظالم المتجبّر.

الآية الكريمة تقول‌ «... ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى‌ قُوَّتِكُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ‌[2]» التوبة هنا هي عودةٌ إلى منهج الله. كان ذنبهم أنهم فارقوا منهج الله، وانفصلوا عن الوحي والرسالات السماوية في إدارة أمور حياتهم، فعليهم أن يستغفروا، وأن يتوبوا إلى الله، بأن يعودوا إلى المنهج القويم، إلى كلمة الوحي، وإلى القيم السماوية في تسيير الحياة، والمردود لهذا ليس تقهقرا للقوة، وليس تراجعا للوضع الاقتصادي والوضع العسكري وإنما الآية الكريمة تقول‌ «... يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى‌قُوَّتِكُمْ ...» فالمنهج الإلهي سيضاعف القوة الاقتصادية و القوة العسكرية، و يعزّز الموقع في كل أبعاد القوة لقوم عاد لو عادوا إلى منهج الله.

والفارق هو أن القوة في المنهج الجاهلي للبطش، أما القوة في المنهج الإلهي فهي للإصلاح، ولمصلحة الإنسان. الآية الكريمة الأخرى تقول:

«وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُواعَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً» «لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَ مَنْيُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً [3]» الغدَق: الكثير، والعذاب الصّعد: هو الشّاق، أو الذي يتصعد على صاحبه فيغلبه.

وعد بازدهار اقتصادي، والماء الغدق تعبيرٌ عن ثروةٍ زراعية متقدمة وعن نهوضٍ اقتصادي، وهذا النهوض الاقتصادي لا يجعله القرآن هدفا، وإنما يعدُّه سبباً من أسباب صناعة الإنسان أو هدمه، ويرجع ذلك إلى أن يُحسن الإنسان‌


[1] سورة هود: 52.

[2] سورة هود: 52.

[3] سورة الجن: 16.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست