responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 144

إننا لا نستطيع أن نملك الطبيعة، والتصرف فيها بالكامل، وإننا لا نستطيع أن نملك تصرّفَ كلّ الآخرين لتكون تلك التصرفات على ما نهواه. لابد أن تصلنا الكلمةُ المؤلمة، أن توجه إلينا سهامُ أعداءٍ، يأتينا في يوم من الأيام خذلانٌ من أصدقاء.

إنك لا تستطيع أن تقف في وجه كلّ الرياح بمالك وسلاحك وجاهك وعشيرتك، ولكنك تستطيع أن تتحصن في داخلك من ذلك، بأن توثِّق العلاقة بالله، تُصحِّح صلتك عبداً به ربّاً، تعمل لرضاه فتقوى به، بيقينك بمعيته لك، وقوفِه معك، دفاعه عنك، بدعمه، بمدده، بحمايته ووقايته وحفظه، وحين تكون في داخلك شاعراً بالقوّة، شاعرا بصحة الموقف، شاعرا بالدعم الإلهي فلن يغلبك شي‌ء، ولن يهزمك شي‌ء. [1]

(ويبقى الكلام عن الإنسان من صناعة حضارة الطين في ضعفه وقوته). [2]

الإنسان من صناعة حضارة الطين في ضعفه وقوته‌

الإنسان القوي الذي لا تأسر روحه الأحداث، ولا تستعبده الدُّنيا، ويملك القوة التي يصنعها ولا تملكه، ويبقى له توازنه واتزانه في كلّ الظروف هو صناعة حضارة الإيمان والقرآن كما تقدم. أما إنسان حضارة الطين المصنوع على يدها فهو إنسان ضعيف مهزوز في إنسانيته، يمكن أن يصنع القوة في الخارج لتثير فيه الغرور والطيش والجنون، وأن يتقدم على يده البناء المادي ليطيح بإرادته وإنسانيته، ويسترقَّ وجوده، ويُقزِّم معناه.

خسائر إنسان الحضارة المادية:

وإليك طائفة من الآيات التي تُقدِّم صورة عن إنسان الحضارة المادية فيما


[1] من خطبة الجمعة (177) 20 شوال 1425 ه-- 3 ديسمبر 2004 م.

[1] العبارة من خطبة الجمعة (167) 9 شعبان 1425 ه-- 24 سبتمبر 2004 م.

[2] خطبة الجمعة (168) 16 شعبان 1425 ه-- 1 اكتوبر 2004 م‌

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست