responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 143

تُبطِرَها، ولاسبيل إليها لإذابتها، ولا يملك الآخرون أن يأسروها في داخلها، ويقزِّموها في شعورها بذاتها، [1] ويسلبوا منها إحساسها بكرامتها، ويُفقِدوها إيمانها بهدفها ورسالتها على أن تكون غير واهمة ولا مخدوعة، واقعة في أسر الخيال والخرافة.

3. كيف يصنع الإيمان القوَّة؟

الإيمان- فكراً وشعوراً وعملًا- يقود إلى الله، يشد النفس إليه، يصنعها قوية كبيرة عظيمة في ضوء أسمائه الحسنى. فالمؤمن متعلق بأسماء الله الحسنى، منشد إلى جمال الله، إلى كمال الله، عاشقٌ له.

الإيمان وهو يقود فكرَ المؤمن، وشعورَه وعمله يلهمُه رؤية الله، يغذّيه بالشعور بعنايته ورحمته ومدده ولطفه ودعمه ونصره، والله أقوى قوي، وأغنى غني، وأعظمُ عظيم، وأرحم رحيم، فلا يبقى بعد هذا كله ما يجعل نفس المؤمن تنهزم في داخلها، أو تحتقر ذاتَها، أو تضعفُ أمام الأحداث والأشخاص والجهات وتنهار.

4. التحصين الخارجي والتحصين الداخلي:

نحن ضعاف شئنا أم أبينا، ولابد لنا من تحصين، ولا نقوى إلا بالتحصين، والتحصين منه ما هو خارجي، ومنه ما هو داخلي، فأي التحصينين أقوى؟، وأيهما أحمى؟

الغذاء، المال، والسلاح، والجاه، وقوة الجند والعشيرة مثلًا تحصينات خارجية، وهي عاجزة عن التأمين الكامل للإنسان وسدِّ كلّ أبواب المتاعب والشرور.


[1] قد تقيد من الأبي رجلاه، وتغلّ يداه، إلا أنه يبقى الأبي في داخله، الكبير في شخصيته، الواثق بنفسه، المطمئن إلى خطّه فتجد فيه الشخصية القوية، وتجد في جلاده الشخصية الضعيفة المهزوزة. (منه حفظه الله).

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست