responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 136

إنسان نصر الحق فنصره الله، وعن رِبّيين توجههم إلى الله، وصياغتهم من وحي دينه.

هذا الإنسان لا يغيره النصر، ولا يَهِنُ عند الشدة والخسارة المادية الفادحة ولا يلين ولا يستكين. يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويأمر بالمعروف وهو في قمة النصر الساحق كما هو في الحال الآخر، ويثبت في المعركة في موقعه من جبهة الحق لا تزلزله الأحداث والأهوال والشدائد، ولا يدخله وهن منها. [1]

الإسلام وصناعة القوة (قوة الداخل):

إنَّ للإسلام منهجاً يصنع القوة في الخارج، وإن للإسلام منهجاً يصنع القوة في داخل النفس. والكلام هنا عن قوة الداخل.

1. رؤية للقوَّة:

الإسلام يقدّم رؤيةً من أجل القوّة بحيث تكون أساساً لقوة هذا الإنسان تحميه، وترفع من مستوى مناعته أمام المصائب والكوارث، يقول سبحانه في كتابه العزيز:

«ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍفِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْنَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» «» لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‌ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ [2]»

القضية المطلوبة هو أن لا يملكنا حزنٌ ولا فرح، غضبٌ ولا رضا، فقرٌ ولا غنى، القضية المركزية الكبرى التي من أجلها بناء الذّات هو أن هذه الذات الإنسانية بمضمونها الكبير لا تكون مهزومةً أمام المشاعر السلبية، ولا تملك عليها الظروف وضعها النفسي. وأكبر من هذا أن نتحرر من الحزن للدنيا، وأن لا نستمد فرحنا منها.

ومن أجل هذا المستوى عند النفس يقدّم القرآن هذه الرؤية، ويقول أنّ هذه‌


[1] من خطبة الجمعة (175) 6 شوال 1425 ه-- 20 نوفمبر 2004 م‌

[2] سورة الحديد: 22- 23.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست