responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 132

لضرورات، لحاجات، لهواجس، لخواطر، لتحسُّبات، والإنسان من غير ذلك لا يبقى، ولا بد أن يكون كذلك حتى يعيش، وإلا فكيف يحافظ على نفسه إن لم تكن له هذه الدوافع، ولم يكن عنده هذا الخوف وهذا التحسّب؟!

3. تحديات ومتاعب:

والإنسان حياته محفوفة بالمتاعب، بالتحديات، بالمشكلات والأزمات:

«لَقَدْ خَلَقْنَاالْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ [1]» والكَبَد: هو الكد والتعب. لايستطيع هذا الإنسان بملايينه أن يستبدل مناخات التعب والرهق والنصب والمشكلات والعلاقات الشائكة، وملمّات المرض، والفقر، وكوارث الطبيعة، أن يستبدل هذه المناخات إلى مناخات هانئة، مناخات رغيدة، إلى حياة حريرية.

«يا أَيُّهَا الْإِنْسانُإِنَّكَ كادِحٌ إِلى‌ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ‌ [2]» اللقاء مع الله أمر محتوم، والإنسان في هذه الحياة كادحٌ، ولا يمكنه إلا أن يكون كادحاً، وقد يكدح لنفسه، وقد يكدح عليها، وهو ملاق ربه بما كدح؛ كدحٌ يلاقي رضوان الله، أو كدحٌ يستوجب غضبه، كدح ينتهي بصاحبه إلى الجنة، أو كدح يوقع صاحبه في قعر النار.

ولن يجد أحد خيراً، ولا تقدمّاً، ولا رفعة ولا رقيّاً إلا عن طريق الكدح على الطريق الذي أوصى به الله سبحانه و تعالي. فالحياة حياة كدحٍ، وحياة تعب ومشاكل، والإنسان في داخله جزعٌ، هلع، خوف، قلقٌ من مشكلات المستقبل، وحزنٌ من مشكلات الحاضر. والإنسان حريصٌ على حياته، يتمسّك بكل الأسباب ما استطاع من أجل الحفاظ على الحياة، ولكنّه لا يملك أمل الحياة على الإطلاق.


[1] سورة البلد: 4.

[2] سورة الإنشقاق: 6.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست