responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 120

على الأرض، وكلمات من كلمات السماء:

«أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْيُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ» «» وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ. [1]»

داركم دار امتحان، تتجلى فيها الذوات طيبة أو خبيثة من خلال تجربةٍ حيةٍ تعيشونها على الأرض، تقيمون من خلالها الحقَّ أو تهدمونه، تشيدون الباطل أو تناهضونه- الحق في أنفسكم وفي الخارج، الباطل في أنفسكم أو الخارج-. والامتحان مستبطنٌ لأعلى درجات المسؤولية، فغير المسؤول لا يمتحن، والذي يصهره الامتحان ويجلي معدنه إنما هو إنسان.

«أَمْ حَسِبَ الَّذِينَيَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُون.[2]» لن يتَفَلَّت أحد، ولا يملك أحدٌ أن يفلت من قبضة الله، من حساب الله، من جزاء الله على سيئاته على الإطلاق. ولا مسؤولية من غير حساب، ولا قيمة لحسابٍ لا يعني جزاءاً، فإن لم يستتبع جزاءاً فهو في حدّه لابد أن يمثل لوناً من الجزاء. نعم لا مسؤولية من غير جزاء، وقد يكون الحساب العسير جزاءاً، وقد يستتبع الحساب جزاءاً مستقلًا، وحساب الآخرة مستتبعٌ جزاءاً وما أعظمه من جزاء.

«يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ..،» ليس يا أيها المؤمن!

بما أنك إنسان، بمخزونك الإنساني، بما أودعت من عقل، بما ألهمت من فطرة، بما حملت من ضمير، بما لك من إرادة، بما أعطيت من رؤية، بما جئت عليه الحياة من تكليف‌ «ياأَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى‌ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ»- أنت وطاقاتك وطبيعتك- «كادِحٌ إِلى‌ رَبِّكَ كَدْحاًفَمُلاقِيهِ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُحِساباً يَسِيراً وَ يَنْقَلِبُ إِلى‌ أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَكِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً»- وا ثبوراه وا ويلاه!- «وَ يَصْلى‌ سَعِيراً [3]،» ناراً


[1] سورة العنكبوت: 2.

[2] سورة العنكبوت: 4.

[3] سورة الانشقاق: 6- 12.

نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست