نام کتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 117
حتى ليطلبوا الخلود من عطائها، على
أن تَقدّم المادة على مسارٍ بعيدٍ عن القيم يُربك الحياة ويُقلقها ويَتهددها، بل
ويزرع الرعب، ويعصف بوجود الإنسان، وما أقامته يداه من وسائل الاحتماء والراحةِ
والسعادة التي يتوهمها. فهذا التقدمُ بلا دينٍ قويم وبلا رشد إنساني يبنيه منهج
الإيمان الحق فوق أنه لا يحمي، يهدم. يُشقي، ويحطّم.
ج- عدوانيةٌ وإظهارٌ لغطرسة القوة
المجردة عن القيم، والمشبعة بروح الغرور والجبروت الموهوم. ولا تأخذ القوة
والشجاعة دورهما البنّاء على يد التّربية المادية، وما تقيمه في النّفس من تصور
خاطئ لدور الإنسان في الحياة أبدا، وهما على يد التربية الروحية وفي التصور الصائب
لرد الظلم عن الذات وعن الغير، ونشر العدل، وإقامة الحق، وسد أبواب الشر، وسعادة
الإنسانِ فرده ومجتمعه.
1- واقع زراعي مزدهر وجناتٍ وراءها
جهدٌ كبير، ومثابرةٌ في العمل، وخبرة. ينضاف إلى ذلك تقدمٌ عمراني وفنٌ بما
يستتبعه ذلك من أَشَرٍ وبَطَرٍ ومُفاخرة حيث لا تقوى تهذِّبُ النفوس، وحيث الغياب
الكامل للمنهج السماوي الذي يقود حركة الحياة على الأرض، ويصنع الإنسان السوي
العادل الذي لا تستخفه الأوضاع المادية المتقدمة.