و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
خاتم النبيين، و على آله الطيبين الطاهرين المعصومين.
لقد شهدت دائرة العلوم الإسلامية
على اختلاف موضوعاتها و أغراضها عبر تاريخها الطويل، اتّساعا واضحا و نموّا
مطّردا، صاحبها ازدهار مشابه في العلوم الإنسانية، و في الفكر، و الثقافة و
التعليم، و الفن و الأدب.
و قد ازدادت هذه العلوم نشاطا و
حيويّة و عمقا و شمولا بعد انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني قدّس
سرّه، و تصاعدت حركة أسلمة العلوم، و تركيز القيم الدينية و الروحية و الإنسانية-
بعد تزايد الحاجة الماسّة إلى إيجاد الحلول للمشاكل و الاستفهامات الدائرة في شتّى
الموضوعات الاجتماعية و السياسية و العقائدية- في ظلّ المتغيّرات الحاصلة في مجمل
دوائر الفكر و المجتمع، و انتشار شبهات العولمة و الفكر الإلحادي، و حتى التكفيري
المتطرّف، بخاصّة بعد ثورة الاتصالات الكبرى التي هيّأت للعالم فرصة فريدة للاطلاع
الواسع بما يحيط به.