نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 97
الربوبية، ليس عن الكوكب وحده، ولا
عن القمر والشمس، قبل أن يبزغا ويعودا إلى أفول فحسب، وإنما هو إسقاط لربوبية كلّ
مدَّع للربوبية، وكلّ ما ومن تُدَّعى له إذا كان من الآفلين.
4. جاءت كلمة:
(هذا أَكْبَرُ) في الكلام المنسوب إلى إبراهيم عليه السلام، لينبِّه على أنَّ ما
فرضت له الربوبية، وجاز أن يكون من هو أكبر منه فلا ربوبية له، فالربوبية إنما هي
لمن هو أكبر وأجلُّ وأعظم على الإطلاق، وليس مِن دون الله مَنْ هو كذلك. فليس إلا
ربّ واحدٌ، وهو الأكبر على الإطلاق، والكبير الذي هو أكبر من كلّ كبير، هو الله
وحده، الذي لا استقرار للعقل، ولا سكون للقلب، ولا اطمئنان للنفس إلا بالاهتداء
إليه. والشيء لا يقطع بأنه أكبر من كلّ شيء إلا بأن يخرج من المحدودية إلى
الإطلاق، والممكنات كلُّها أسيرة الحدود، ومنقطعةٌ بالنهايات.
5. ما افتُرِض أنه ربّ، وهو يعتريه
الأفول، لا يصح أن تعشقَه القلوب، وتهوي إليه الأفئدة، وتتعلق به النفوس
(لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ)، واتخاذه ربَّاً وقوع في التيه،
وسقوط في الضلال، وانحراف عن الطريق، وانغمار في الغواية،
(قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)،
وقوله عليه السلام هذا القول، عندما أفل القمر، والتوجه إلى الربّ المكذوب الآفل،
عملٌ يبرأ منه العاقل، ويبرأ من فاعله بما هو فاعله، (قالَ
يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)، وهذا هو
تعقيب إبراهيم عليه السلام على أفول الشمس، آخر ما استعرضه من فروض المناقشة.
6. من كان هو الربَّ الحقَّ، وهو
الخالقَ لكلِّ شيء، والمدبر لكل شيء، حتى لا يكون مثله شيءٌ، وهو أكبر من كلّ
شيء لا يصح في ميزان العقل والفطرة والعدل أن يعدله شيء، وأن تميل عنه النفس
لشيء، أو تشتغل مع الاشتغال بعظمته خضوعاً وتذللًا وثقة واعتماداً وانصرافاً
بشيء.
وقد تحرَّر إبراهيمُ عليه السلام
من عبودية الآفلين، بإسقاط ربوبيتهم عقلًا
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 97