responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 282

الرّوح كلّ أقطارها، وظلمة يأسٍ، وانطفاء أملٍ، وهمٍّ وغمٍّ، وألم وعذاب، ودونيّة تعيش شعورها النّفسُ، وإحساس بندامة لا مفرّ منها ولا مخرج، ومعاناة من طعم الاحتقار، وما يلمّ من خوف وفزع ورعب، وأهوال فوق كلّ حساب.

ولعليٍّ عليه السلام في المنقول عنه حديث عن هذا الضيق والضنك والظلمة والغربة: «يَاعِبَادَ اللَّهِ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ لِمَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ أَشَدُّ مِنَالْمَوْتِ الْقَبْرَ فَاحْذَرُوا ضِيقَهُ وضَنْكَهُ وظُلْمَتَهُ وغُرْبَتَهُ‌-إلى أن يقول- وَإِنَّ الْمَعِيشَةَ الضَّنْكَ الَّتِي حَذَّرَ اللَّهُ مِنْهَاعَدُوَّهُ عَذَابُ الْقَبْرِ» [1].

وذلك إشارة إلى قوله تعالى: (وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى‌) [2].

والقبر موقف من مواقف السؤال، وموقع من مواقع الامتحان الذي يبدأ بعد لحظة الموت، والذي لا تأتي فيه مغالطة، ولا يثبت فيه إلا من ثبت على كلمة التوحيد في الحياة؛ فعن علي عليه السلام: «حَتَّىإِذَا انْصَرَفَ الْمُشَيِّعُ‌ [3]،وَرَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ، أُقْعِدَ فِي حُفْرَتِهِ، نَجِيّاً لِبَهْتَةِالسُّؤَالِ، وَعَثْرَةِ الِامْتِحَان» [4] .. إنه لسؤال لا تُجيب عليه طلاقة اللسان، وقوة البيان، وإنما الذي يجيب عليه صدق الإيمان، وطهارة الجَنَان، وصفاء الرّوح، ومعرفة القلب، وحسن العمل فيما قدّم الإنسان في هذه الحياة.


[1]. الأمالي للمفيد: 264 ح 3.

[2]. طه: 124. الضنك المعني في هذه الكلمة هو ضنك القبر الذي لا يساوي منه كلّ ضنك في الحياة شي‌ء يُذكر. «منهحفظه الله»

[3]. ليست هناك مهلة بين لحظة الدفن ولحظة السؤال، بمجرد أن يغادر آخر نفس يكون الاستعداد للمواراة، قد يكون المرء في كامل نشاطه، وأرغد أمانيه، وإذا به ينتهي لحادث أو آخر، وكم بين هذه اللحظة وبين دخول عالم جديد غريب وعالم حساب عسير شديد، كم؟! «منه حفظه الله»

[4]. نهج البلاغة للرضي: 113 ح 83.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست