فموت الإنسان، هو: استيفاء لنفسه
بتمامها من خالقها، وإمساكها بعيدا عن البدن، لتنقطع صلةٌ بينهما كانت تمد البدن
بالحياة، وليس الموت إعداما للنفس وإنهاء لها، فقضاء الموت عليها بقطع تلك الصلة،
وإبطال تأثير الروح في البدن بإعطائه الحياة. وتبقى النفس محفوظة عند بارئها من
الضياع، مصونة من التلف، في مأمن بقدرته من العدم.
[2-
قوله تعالى]: (وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ
بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ)[3].
إنها حياةٌ ثرة، تنبئ بها الآية
الكريمة، ويشعر بها أصحابها وتهنئهم، ولا نملك نحن في عالمنا الحسي أن نشعر
بآثارها، ونشهد مظاهرها التي يعيشونها هم.