responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 204

اصطفاؤهم مِنَ الله سبحانه لإيصال كلمته إلى النّاس على حقيقتها لتتأدّى بها الهداية والحُجّة، وأيُّ خلل في تلقّي الوحي وتبليغه ينقض الغرض من هذا الاصطفاء، ويعطل إرادة الله سبحانه، ولا معطّل لإرادته‌ [1].

كما يوجب العقل عصمتهم عليهم السلام في مقام العمل بما كلَّفهم الله به؛ لأنَّ مخالفتهم العمدية للتكليف تُسقِط قيمته في نظر الآخرين، وتهزُّ الثِّقة في النبيّ نفسه فينتفي غرض الاصطفاء والإرسال‌ [2]، وحتّى لو كانت مخالفتهم عن خطأ أو سهو فإنها تجرُّ إلى تهاون الآخرين في أمر التكليف، وتتيح المجال لاتّهام الأنبياء بأنهم يتّخذون من دعوى السهو والنسيان والخطأ وسيلة للتخلّف العمدي عن التكليف‌ [3].

ومن جهة أخرى فإنَ النبي هو القدوة العملية لأعلى النّاس من دونه مرتبة في طاعة الله‌ [4]، والالتزام بالتّكاليف الشرعيّة، ومستوى العقل والنّفس والذِّكْر والنَّباهة [5] وفي كلّ بُعد من أبعاد الكمال، ويتطلَّب هذا من المثال‌


[1]. فلا بد أن يكون النبيُّ معصوماً حتى تصل كلمة الله عزوجل إلى النّاس كما أرادها، وإلا لم تصل على هذا الوجه. «منه حفظه الله»

[2]. ولا يصحّ أن ينتفي هذا الغرض لأن ذلك سيعني نقصا في إرادة الله سبحانه وتعالى. «منه حفظه الله»

[3]. لا يصحّ تخلّف الأنبياء والمرسلين صلوات وسلامه عليهم أجمعين عن تكليف من التكاليف الإلهية ولو عن سهو أو خطأ، لأن ذلك سيجرّ إلى أن هذا النبي إنما ادّعى الخطأ أو السهو بالتدرع للاعتذار أمام الناس، وإلا فهو في الحقيقة قد أقدم على المعصية عمداً، وبهذا تسقط قيمة النبي وقيمة رسالته. «منه حفظه الله»

[4]. النبيُّ صلي الله عليه وآله وسلّم قدوة لمن؟ لي ولأمثالي؟ أو قدوة حتى لعليّ بن أبي طالب عليه السلام؟ هو قدوة كلّ الخلق من بعده، فكيف يجب أن يكون؟ «منه حفظه الله»

[5]. لا بدَّ أن يكون أكبر عقل، أكبر ذاكرة، أزكى قلب، أطهر نفس، أسمى عمل، أشدّ إرادة في الخير وفي طاعة الله حتى يكون القدوة لكلّ من دونه، أيصح أن يكون قائدا لعلي عليه السلام وعلي يكبره في بعد من أبعاد الكمال؟ لا، لا بدَّ أن يكون هو الكامل الأوّل، وأكمل الكُمّل حتى يكون كلّ الكمّل ممن يقتدون بهداه وبسيرته. «منه حفظه الله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست