نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 188
هذا الفاقد للأهليّة، فتسقط بذلك
قيمة المعجز من ناحية عمليّة، فلا يمكن للعباد الاحتجاج به على الله عزوجل في
اتباع هذا المدّعِي للنبوّة" [1].
" الرسول الأعظم صلي الله
عليه وآله وسلم الذي قد يطلق عليه النموذج أو الأنموذج، الإنسان المثال:
(وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[2]، هذه هي
شهادة الرب سبحانه وتعالي في حق العبد الذي ارتضاه خاتماً للنبيين والمرسلين،
وكلّفه أضخم رسالة في العالم.
[إنّ] شهادته جلّ وعلا له صلي
الله عليه وآله وسلم: (وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[3]، والخلق ليست الابتسامة الكاذبة والمجاملات، إنما الخلق: مستوى نفسي
شفاف، [و] رقيٌ في الذوق الإنساني، [و] صحة في رؤية الفكر، [و] ضمير طاهر، [و] نية
صالحة، [و] مشاعر فياضة بالخير، [و] ذات متألقة لا تند إلا بخير، [و] لا يترشح
منها إلا الهدى والعطاء الصالح. [و] لا تتكلف حين تعطي صالحاً. إنما الصالح هو
المترشح منها .. هو إشعاعها هو فيضها. ذلك هو الخلق يا إخوتي الكرام،
(وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[4].
[إنّ] صاحب الخلق الكريم، لا
يترشح عنه إلا الخير، وإشعاعه بالهدى والنور ذاتي، بعد فيض الله سبحانه وتعالي،
وهو ثمرة المنهج الإلهي القويم، والتزكية في ضوء توجيهاته وتعليماته.
[إنّ] الرسول صلي الله عليه وآله
وسلم صناعة القرآن، كما جاءت بذلك الأحاديث: أن"
خُلقهُ الْقُرْآن" [5]، حين سئلن نسوة النبي صلي
الله عليه وآله وسلم، وليست واحدة منهن فقط، وفي رواية سئلن نسوته صلي الله عليه
وآله واحدةً واحدة، فجاء الجواب مفاده: ( (أنّ خلقه القرآن)).
[1]. خطبة الجمعة (439) 14 ربيع
الأول 1432 ه-- 18 فبراير 2011 م.