responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 161

عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) [1].

تضع الجاهلية، وانفصال الأرض عن السماء على فكر الإنسان، وشعوره، وبصيرته، وروحه وقلبه وإرادته، وحركته الصاعدة أثقالا، وقيودا وأغلالا، وتثير في خط رؤيته شبهات، وتلّوث نفسه بالأوضار، وتحجب نظره إلى الحق، وتقعد بإرادته عن متابعته، وتصدُّ عن ذكر الله، وتشغلُ حياته بالتفاهات والتضليلات، وتتلاعب بمشاعره، وتخدعه وتغرر به، وتنسيه قيمته وكرامته، وتشرّعُ له ما يبتعد به عن استقامته وكماله، وما فيه مصلحته وهداه وسعادته، فتتفه حياته، وينحدر مستواه، وتضيع قيمة وجوده.

ويأتي دور الأنبياء والرسل الكرام (صلوات الله وسلامه عليهم)، ورسالتهم القادرة لكسر حالة الجمود، ومسّببات الإقعاد، وحالة المصادرة لحركة التحرَّر من أسر الأرض والهوى والشيطان من أغلالٍ وقيود، وإزاحة الشبهات، وتخليص النّفس من الأوضاع والأثقال المبطّئة للنمو الطيب، المعيقة للحركة الكريمة، والضلالات والسخافات والألاعيب بالعقول والقلوب والأرواح مما يحجب عن الله، ويقطع طريق عباده إليه.

وهذا الهدف كسابقه، وككلّ الأهداف المنضوية تحت هذا القسم، تمثلُ صعودا في مستوى الإنسان، وقيمةً جديدة له، وحلًا لمشكلاته، وتكميلًا له، وهي تُعدّه في الوقت نفسه لدرجة أكبر من توحيده لربه، والإخلاص في عبوديته له، ومعرفته بحقه، والشوق إليه، والاستغناء به، لأنّ هناك تلازماً لا ينفكُّ بين تصحيح أوضاع الإنسان فيما يتصل بتفكيره وشعوره ورؤيته وإرادته وسلوكه وأوضاعِ حياته والارتفاع في مستوى جديّته، وسلامة نفسيته، وقلة العوائق والشبهات في طريقه، والملهيات المضلة له وبين قربه من التوحيد الحق الصادق الخالص الذي هو سرّ كماله وسعادته" [2].


[1]. الأعراف: 156.

[2]. خطبة الجمعة (436) 2 صفر 1432 ه-- 7 يناير 2011 م.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست