نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 109
ولا قوته، ولا غناه عما وراءه من
عطاء الله وفضله، وما عليه جليل عظمته وملكه وغناه وجماله مما لا حد له كُلّما
شعَّ قلبه بمعرفة الله، واستضاءت بصيرته، وترقّى في قربه.
عن الإمام عليّ عليه السلام: «الوُصلَةُبِاللّهِ تَعَالَى فِي الانقِطاعِ عَنِ النَّاسِ» [1].
والانقطاع هنا ليس مقاطعةً في تعامل وعشرة، وإنما هو عدمُ انحباس للتفكير والمشاعر
والإعجاب والاندهاش في إطار المخلوق المحدود، والانطلاقُ بالتفكير والمشاعر
والانبهار والاندهاش والخوف والرجاء والحبّ في اتجاه الخالق"
[2].
6-" ولاية أهل البيت
عليهم السلام: لا اللهُ عزوجل ولا أهلُ البيت عليهم السلام يرضَون لأحد من عباد
الله أن يقف بنظره وولايته تقديره وتقديسه وحُبّه وخوفه ورجائه عند أحد من خلقه
كانوا أهل بيت الرّسالة أو غيرهم من ملائكة الله المقرّبين إليه
[3].
ولكن لأنّ أهل البيت عليهم السلام
معرفتهم طريق إلى معرفة الله سبحانه، ومحبّتهم تُنتج محبّته، وهي تعبير عن حُبِّه
ومن إنتاج حبّه، وطاعتُهم كذلك، والنّصرةُ لهم نصرة لدين الله كانت مودتهم
وولايتهم مُزكّية للنفس مُهذِّبة لها، مُوسِّعة لرؤية القلب، مُطهّرة له بما
يُكسبه المزيد من معرفة الله ويُبقيها لديه، ويفتح عليه أبواب القرب الإلهي،
والرّحمة من الله الجواد الكريم.
عن الإمام الرضا عليه السلام: «مَنسَرَّهُ أن يَنظُرَ إِلَى اللّهِ بِغَيرِ حِجابٍ، ويَنظُرَ اللّهُ إِلَيهِ بِغَيرِحِجابٍ، فَليَتَوَلَّ آلَ مُحَمَّدٍ، وَليَتَبَرَّأ مِن عَدُوِّهِم، وليَأتَمَّبِإِمامِ المُؤمِنينَ مِنهُم؛ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَظَرَاللّهُ إِلَيهِ بِغَيرِ حِجابٍ، ونَظَرَ إِلَى اللّهِ بِغَيْرِ حِجَابٍ»
[4].