الموسم أمسك الشيخُ عيسى اللاقط، وألقى كلمة حارَّةً- تُعرِّف بمقام الجمعية- مخاطباً بها الدولة، وبالرغم من كون مدّة الكلمة ربع ساعة، إلا أنها فاقت الموسم بكامله، فكانت أقوى من الموسم نفسه، وجعلت الجمعيّة ترتجّ، وأذكر ممّا قال:" ما معنى أن توجّه المخابرات وتراقب الكلمة؟! أتظنون أن هذه الجمعية تختصّ بالبحرين؟! إنّ لها ارتباطاً بالملايين‌"، وتكلم بتلك الكلمة القويّة التي أحدثت فيهم هزّةً عظيمةً، وأُعجب الضيوف بالكلمة، فذهبوا للشيخ فور انتهائه، وعانقوه، ثمّ ذهب الشيخ سليمان المدني إلى حاكم البحرين، وقال له: إن كلمة الشيخ عيسى ليست كلمة شخص، بل هي كلمتنا؛ كلمة العلماء".

وقد نقل سماحة الشيخ حسن المالكي أيضاً: (قال الشيخ حينها:" نحن نعيش موسم الكلمة، لكنْ إن أردتم أن نعيش موسم الدم، فنحن على استعداد").

وكم تمنى سماحته نيل شرف الشهادة، وكان قد كشف عن ذلك في عدة مواقف، كان من أواخرها إصراره على ذهابه لصلاة الجماعة في وقت صلاة الفجر دون حماية أو رفقة، رغم الظروف الأمنية المجنونة التي كانت تعصف بالبلاد آنذاك فيما عُرف بفترة السلامة الوطنية في السنة الأولى لثورة الرابع عشر من فبراير، وقد حاول الكثيرون ثنيه عن ذلك خوفاً على سلامته؛ إذ كان مهدّداً