إلا أنه بقي شمساً مشعّةً حتى مع تلك الظروف الأمنية الصعبة، وقد وجّه بوصلة حراكه- في تلك الفترة- نحو التبليغ الفكري، والتأصيل المفاهيمي، عبر مشاريع تأسيسية اتسمت بالإبداع، ولا زال بعضها قائماً حتى اليوم، وقد بذل قصارى جهده في تأسيس الوعي، وخلق البصيرة في صفوف الجماهير المؤمنة، وبناء القاعدة الفكرية الصلبة، التي تؤهل المجتمع للقيام بمسؤوليته مهما كلّف الأمر، ومتى تطلّب الواقع ذلك، وقد شكّل ذلك رافداً هاماً في ترشيد انتفاضة الكرامة لاحقاً، ولنتطرق فيما يلي إلى شذرات متفرقة، تحكي جوانب مما عاشه الشيخ في تلك الفترة على هذا الصعيد.

زيارة الإمام السيد موسى الصدر للبحرين‌

في سنة 1973 م، زار سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر البحرين ضمن سلسلة زيارات متعددة لبلدان عربية وإسلامية، وقد تخللت زيارة سماحته لقاءات شعبية وعلمائية واسعة، أجراها مع علماء من الطائفتين الكريمتين، وقد امتلأت المحافل احتفاءً بسماحة السيد المغيب أينما حَلّ، وكان من ضمن ما ألقاه من محاضرات: محاضرة في نادي الخريجين، كانت تحمل عنوان:" المجتمع بين الإيمان والعلمنة"، وتشدنا الذاكرة هنا إلى اللقاء المميز الذي جمعه بسماحة الشيخ بمنزل الشيخ نفسه، وقد وصف من حضر اللقاء بأنه‌