أصالة فكر، ودقة تطبيق‌

السياسة فكرٌ ومنهجٌ، رؤية وتطبيق، والكلام حول الجانب الأول في شخصية سماحة الشيخ يحتاج إلى مجلدات، جمعاً وتوثيقاً وتحليلًا؛ حيث ملأ سماحتُه الفضاء الفكري ببوارق أطروحات لامعة، وثواقب رؤى جلية، استمدت شعاعها الوهاج من نور شمس الإسلام، التي لم تشبها ظُلَم الوهم والجهل، ولقد ظهرت أغلب معالم هذا الفكر النيّر مباشرة في خطبه بصلاة الجمعة، وجمع هذه الخطب- وتفسير، وتحليل ما جاء فيها من مضامين راقية- يحتاج إلى جهد مضنٍ، كانت أولى خطواته محفوظة في كتاب:" أضواء على الفكر السياسي الإسلامي" [1]، وهو أحد أهم إصدارات دار الفقيه المقاوم، التي تعنى بحفظ ونشر آثار سماحة الشيخ دام ظله ..

وأمّا حول المنهج السياسي لسماحته على مستوى الحراك الميداني، والواقع العملي- الذي يعبر عن نتيجة تلك الرؤية-، فهو ما نروم عرضه هنا على نحو الاختصار، ابتداءً من أول خطواته في المعترك السياسي في أوائل سبعينيات القرن المنصرم، وحتى ثورة الرابع عشر من فبراير.

[1] من إصدارات دار الفقيه، مكوّن من مجلدين بواقع 1200 صفحة، جمعت فيه الخطب السياسية لسماحة الشيخ جمعًا موضوعيًّا، يمكن من خلاله التعرّف على البعد الفكري السياسي لسماحته.