وقد ذكر سماحته بعض أهدافها قائلًا:" وفي خطبتي الجمعة، هنا يجري التركيز على تأصيل المفاهيم الإسلامية، وعلى إعطاء رؤية إسلامية صافية بقدر الإمكان، تحاول أن تلتصق بالقرآن وبالسنة، ومن أكبر الضرورات- في نظري- في مثل هذه الزوبعة الفكرية- وفي مثل هذا الأوان الذي اختلطت فيه الأوراق من ناحية فكرية- أن يُركَّز على استخلاص الرؤية الإسلامية، والانطلاق بلا رؤيةٍ صافيةٍ مكينةٍ حكيمة هي انطلاقة لا بد أن تتراجع، ولا بد أن تنتكس، وإذا استمرت على غير هدى استمرت لتصل إلى لا خير، لتصل إلى شر، فلا بد من التركيز على المفهوم الإسلامي، وليجد الإخوة لي عذراً في هذا" [1].

وقد تفاعل المؤمنون مع هذا المشروع تفاعلًا ملموساً، حتى تموضعت خطبة الجمعة هذه في موقعٍ صارت فيه مستحقّةً لأن يُعبَّر عنها ب-" الخطاب الفصل" في الشأن المحلّي؛ وذلك لما تمتلكه- بحساباتها الشرعية والسياسية الدقيقة- من قدرة هائلة على التأثير في المعادلة السياسية، والاجتماعية، والتأصيلية، والفكرية، مما جعل السلطة تحسب لهذه الخطبة ألف حساب ..

وواضحٌ للمتابع أن سماحة الشيخ يسير في خطاباته وفق منظومة فكرية رصينة ومحكمة، وهي منظومةٌ أَسّس لها عبر

[1] خطبة الجمعة (16) بتاريخ 28- ربيع الثاني- 1422 ه- الموافق 20- 7- 2001 م.