نام کتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 123
الدليل الثاني : التحديد في الرجلين
واليدين ، فإنّ كُلاًّ منهما مُغَيّىً بغاية «إلى المرافق» و«إلى
الكعبين» .
الدليل الثالث : ما نقلوه على رسول
الله (صلى
الله عليه وآله)
من «أنّه غسل رجليه» .
قال : واجتماع هذه الأُمور في القرآن والسنّة وفعل
السلف أظهر من الجريان على ما يقتضيه ظاهر العطف[312] .
والجواب عن الأوّل : أنّ قياس الآية بقول العرب
قياس مع الفارق ، والعرب وإن كان بينهم فصحاء إلاّ أن الانحراف عن جادّة
البلاغة والإخلال بها متصور ، وإلاّ لكانت معصومةً عن الخطأ ، ولا قائل
به ولا دليل عليه .
والجواب الآخر فيه : أنّا لو سلّمنا وقلنا :
القول قولكم فيهما وفي أمثالهما ، ومع هذا فهما من الأبيات الخارجة عن
القانون وعلى القاعدة المُطَّرِدَةِ ، وهي أن يذكر لكلّ معمول عامل يناسبه
ويرتضيه أهل العرف ، فإذا قيل : «فلان يتقلّد السيف» ارتضوه ، وإذا
قيل : «يتقلّد الرمح» خَطَّؤُوْهُ ، وإذا لم يكن هذا القول في الشعر فلا
يمكن تخريج خطئه وفي الشعر يخرّج ، فحمل كلام الله على هذا البيت وأمثاله
انحراف عن الصواب ، لأنّ كَلامَ اللهِ تبارك وتعالى لا يقيّد ولا يحدّد
بالضرورات الشعريّة .
والبيتان[314] المستشهد بهما لا يُضاهيانِ
القرآن في بلاغته حتّى يقاس بهما ، ولاسيّما إذا كان للقرآن محمل صحيح وسهل
يمكن معه الاحتفاظ ببلاغته وتاييده