أجل إنّ
قريشاً سعت بكلّ قواها للوقوف أمام دين الإسلام ، لكنّ الله أبى إلاّ أن يتمّ
نوره ويرفع ذكر محمّد وآل محمّد ولو كره الكافرون ، الذين ( يُرِيدُونَ
أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ )[62] وقد جئنا
أكثر من مرّة في بحوثنا بخبر معاوية بن أبي سفيان وقوله لمّا سمع المؤذن يشهد بأن
لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله : (إلاّ دفناً دفناً) ، كلّ
ذلك مبارزة لقوله تعالى ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ )[63] ،
ومحاولة لطمس هذا الذكر الشريف .
فهم حسدوا
أهل البيت لما آتاهم الله من الفضل ، كما في تفسير قوله تعالى : ( أَمْ
يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ )[64] والتي نزلت
في عليّ (عليه
السلام)وما
خصّ به من العلم[65] .