سادساً : إن اختصاص روايات
الترجيع[229] والتثويب
عند العامة بسعد القرظ وأبي محذورة ، بل وجود روايات مكذوبة على لسان بلال
الحبشي في التثويب ، ليرشدنا إلى وجود اتّجاه حكوميّ يتبنى مسألة التثويب =
الصلاة خير من النوم ، لأنّه لو صح قول رسول الله : إنّ بلالاً ينادي
بليل فكُلُوا واشربوا حتّى ينادي ابن أم مكتوم . والذي رواه البخاري ومسلم[230] .
لدل على أنّ
بلالاً كان يؤذّن بالليل ، ومن المعلوم بأنّ أذان الليل ـ اليوم ـ ليس فيه
الصلاة خير من النوم ، وما يُراد أن يُستدَلَّ به هو كونها في أذان
الفجر ، وهذا ما لا يستفاد من هذه الأخبار ، ويضاف إليه «أن الصلاة خير
من النوم» غير موجودة في أذان ابن أم مكتوم .
[229] .
الترجيع في الأذان هو تكرير الشهادتين جهراً بعد إخفاتهما ، هكذا فسّره
الصاغاني ، تاج العروس 21 : 76 -
[230] .
صحيح البخاري 1 : 224 باب الأذان بعد الفجر / ح 595 ، صحيح مسلم
2 : 768 -