من المباحث
الأساسية والهامّة في علم الكلام وأصول العقيدة هو مبحث الإمامة ، وهل
الإمامة هي إمامة إلهية أم إمامة سياسيّة واجتماعية ويأتي تعيين الإمام على يد
الأمّة لا من قبل الله .
فذهبت
الإماميّة الاثنا عشرية إلى القول الأوّل ، والآخرون إلى القول الثاني .
وقد استدلّ الشيعة الإماميّة على عقيدتهم الحقّة بأدلّة من القرآن والسنّة المطهرة
ويعضدهما الدليل العقلي ، كما استدلّ الآخرون بأدلّة أخرى ، هي ألصق
بالمصادرات والتبرعات .
وإنّي في
هذه الرسالة أُريد أن أوكد على زاوية جديدة في عملنا العقائدي الكلامي ، وهي
بيان الاقتران العقلي والشرعي بين أصل الإمامة ومسائل الفقه ، وهو وإن لم يكن
دليلا برأسه لإثبات سماوية الإمامة لكن يمكن الاستفادة منه كشاهد وموّيد لما نقوله
ونعتقد به .
فإنّ ممّا
لا سبيل إلى إنكاره أنّ للإمامة مدخليّة مباشرة في كثير من الأحكام الشرعية ،
وقد لا نغالي إذا