وَمَا
جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُواO [147] ـ ملعونين ، في حين نراه سبحانه قد أثنى عليهم بقوله : عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا
أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ[148] .
ولو صحّ هذا
الاحتمال لكانت أيدي المؤمنين ملعونة كذلك ؛
لقوله : قاتِلوهُم يُعَذّبْهُمُ اللهُ
بأيدِيكُم[149] .
ومثله حال بقية
المعاذير التي ذكرها مفسروا أهل السنة والجماعة للتخلّص من كيفية صحّة لعن الشجرة ، ومحاولتهم صرف الآية الكريمة عن لعن شجرة بني أميّة[150] .
وإنكّ لو تدبّرتَ
في تفسير قوله تعالى : وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا
الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي
الْقُرْآنِ لعرفت أنّ المقصود منها بنو أميّةِ ؛
لما فعلوه من قبيح الأعمال ، ولا يصحّ ما قالوه بأنّ المعنيّ من الرؤيا هي الإسراء وغيرها من
الأفكار الفاسدة .
وبهذا فقد عرفت
أَنَّ جهلهم بالاُمور الغيبية ومكانة الرسول لم يكن عن قصور أو تقصير بَدْويَّينِ ، بل إنَّ جذوره ترجع إلى خلفيات هي أعمق ممّا قالوه بكثير .
مع الرسول ورؤياه
قال الآلوسي في
تفسير آية الرؤيا : وأخرج ابن جرير ، عن سهل بن سعد ، قال: « رأى
رسول الله
0 بني أميّة يَنْزون على منبره نزو القردة
فساءه ذلك ، فما