ونحن لا نريد أن
نعود إلى ما كتبناه سابقاً ، بل نريد الإشارة إلى بعض الشيء عن هذين النهجين ، مؤكدين الكلية التي رسمناها في دراسة ملابسات التشريع ، مبينين كيفية تطبيقها في مفردة الأذان، وكيف ارتبطت قضية الأذان
بالمنام بعد ثبوتها في الاسراء والمعراج ، وما هو ارتباطها
بالرؤيا التي أقلقت النبيّ
0 ؛ تلك الرؤيا التي رأى 0 فيها بني أميّة يَنْزُون على منبره الشريف نَزْوَ القردة ؟
وقد رأينا تقديم
شيء من خبر الإسراء والتحريفات الواقعة فيه ؛
لارتباطه ببيان رؤ يتنا
بصدد الرؤيا في الأذان ، وهو بيان لدواعي اختلاف المسلمين في بدء الأذان ، فنقول :
إنّ خبر الإسراء
والمعراج ثابت لا كلام فيه ، وقد وردت سورة باسم الإسراء في الذكر الحكيم .
وقد اختلف المسلمون
في يوم الإسراء ومكانه وكيفيّة عروجه 0 إلى السماء ، وما جرى في الإسراء والمعراج ،
وهل أُسري به مرّة أو مرّتين[122] أو أكثر من ذلك[123] ، وهل كان عروجه بروحه وجسده أم بروحه فقط ؟
على أنّ هناك من فَصَّل بين إسرائه ومعراجه ،
فقال بأن إسراءَهُ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كان بروحه وجسمه ، وأنّ عروجه إلى السماء كان بروحه فقط ؟
فالذين لا يدركون عمق الرسالة ومكانة الرسول شكّكوا في حقيقة الإسراء
والمعراج وقالوا بأشياء لا تتفق مع رسالة الغيب والوحي ، وقد ارتدّ بعض من أَسلَمَ حينما سمع
بخبر الإسراء ،
وهناك من ثبت على الدين وصَدَّق بما قال الرسول وبما
[122] انظر : على سبيل المثال تفسير ابن
كثير 3 : 22 حيث قال : وقد صرّح بعض من المتأخّرين بأنّه
1 أُسري به مرّة من مكّة إلى بيت المقدس
فقط ، ومرّة من مكّة إلى السماء فقط ، ومرّة إلى بيت المقدس ومنه إلى
السماء .