أوّلاً : إنّ المنام لا يصحّ أن يُستنَد إليه في
القضايا الشرعيّة ، ولا يمكن أن يُعتمَد عليه فى تشريع الأحكام
اللهمّ إلّا أن يكون رؤيا رآها رسول الله نفسه ؛ لأنّها
جزء من الوحي .
إنّ التلّقي عن
الله وحصر الأخذ عنه جلّ وعلا تنفي كلّ ما عدا الوحي الإلهي في التشريع ، وتؤكّد أنّ هذا الوحي هو وحده المنبع الذي ليس للنبيّ أن يبدّله أو
يغيّر فيه من تلقاء نفسه ، كما عرّفنا الله سبحانه ذلك بقوله : قُل ما يكونُ لي أن أُبدِّلَهُ مِن تِلقاءِ نفسي إن أتَّبعُ إلّاَ ما
يُوحى إليّ إنّي أخافُ إن عَصَيتُ ربّي عذابَ يوم عظيم[96] .