جاء في ( نهاية
الأرب في فنون الأدب ) : كان انقراض هذه الدولة عند خلع
العاضد لدين الله ،
وذلك في يوم الجمعة لسبع مضين من المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة ، وكان سبب ذلك أنّ صلاح الدين يوسف لمّا
ثبتت قدمه في صلب الديار المصرية واستمال الناس بالأموال ، قتل مؤتمن الخلافة جوهراً ونصب مكانه قراقوس الأسدي الخصي خادم
عمّه ،
ثمّ كانت وقعة السودان فأفناهم بالقتل ثمّ أسقط من الأذان قولهم « حيّ على خير العمل » ، وأبطل مجلس الدعوة ، وضعف أمر العاضد معه إلى الغاية ، فعند ذلك كتب الملك العادل نور الدين
إلى الملك
الناصر صلاح الدين يأمره بالقبض على العاضد وأقاربه والخطبة للخليفة المستضي بنور
الله ،
وكان المستضيء قد راسله في ذلك فامتنع صلاح الدين [951]
وذكر ابن العماد في الشذرات هذا الموضوع فيما جرى في سنة 569 ، فقال : وفيها مات نور الدين الملك العادل أبو
القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ،
تملَّك حلب بعد أبيه ثّم أخذ دمشق فملكها عشرين سنة وكان مولده في شوال سنة 511 - وأزال الأذان بـ « حيّ على خير العمل » وبنى المدارس وسور دمشق[952] .
حلب ( سنة 570 ه )
وفي هذه السنة عزم
صلاح الدين الأيوبي الدخول إلى الشام [ وذلك بعد موت نور الدين ] ، فلما استقرّت له دمشق نهض إلى حلب ونزل على أنف جبل جوشن ، وكان على حلب آنذاك ابن نور الدين ،
والأخير جمع أهل حلب وقال لهم : يا أهل
[951] نهاية الارب في فنون الادب الفن
5/القسم 5/ الباب 12 أخبار الملوك العبيديون .