جعفر بن محمَّد بن
عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ووجَّهوا إلى فتيان
من فتيانهم ومواليهم ، فاجتمعوا ستّة وعشر ين رجلاً من ولد عليّ ، وعشرة من الحاجّ ، ونفر من الموالي .
فلمَّا أذَّن
المؤذِّن للصبح دخلوا المسجد ، ثمَّ نادوا : ( أحد ، أحد ) ، وصعد عبدالله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبيّ 0 ، عند موضع الجنائز ؛ فقال للمؤذِّن : أذِّن بـ « حيَّ على
خير العمل » ، فلمَّا نظر إلى السيف في يده أذَّن بها .
وسمعه العمريّ ، فأحسَّ بالشرِّ ، ودهش وولَّى هارباً فصلَّى الحسين بالناس الصبح ؛
ودعا بالشهود العدول الذين كان العمريّ أشهدهم عليه أن يأتي بالحسن إليه ، ودعا بالحسن ؛ وقال للشهود : « هذا الحسن
قد جئت به ، فهاتوا العمريّ وإلّا والله خرجت من يميني ،
وممَّا عَلَيَّ » . ولم يتخلَّف عنه أحد من الطالبيّين[827] .
غير أنّهم حرّفوا
الخلاف العقائدي السياسي إلى خلاف سياسي بحت ،
فنراهم يشككون في أهداف ثورة صاحب فخ ويتّهمونه وكلَّ الثوار بأنّهم ثاروا للدفاع
عن شخص سكّير ـ والعياذ بالله ـ وهو الحسن بن محمّد بن عبدالله بن الحسن ( ابن النفس الزكية )[828] !
ومثله قالوا عن ثورة
الإمام زيد وشككوا في دواعي ثورته الخالصة ،
زاعمين أنّها جاءت على أثر خلاف ماليّ بينه وبين بعض أعوان السلطة وهو خالد بن
عبدالله[829] أو أنّه وابني الحسن تخاصما في وقف لعلي[830] أو ما شابه ذلك من التهم
[827] مقاتل الطالبيّين : 443 ـ
447 وقد رويناه مختصراً .
[828] تاريخ الطبري
8 : 192 ، 193 ، الكامل في التاريخ 5 : 74 ـ
75 -
[829] تاريخ الطبري 7 : 160 -
وقد أجاب الإمام زيد عن هذه التهمة وقال ليوسف بن عمر : أنّى يودعني مالاً
وهو يشتم آبائي على منبره .
فارسل [ يوسف ]
إلى خالد فاحضره في عباءة فقال له : هذا زيد ، زعمت أنك قد أودعته
مالاً ، وقد أنكر .
فنظر خالد في وجههما ثمّ قال :
أتريد أن تجمع مع إثمك فيّ إثماً في هذا ! كيف أودعه مالاً وأنا أشتمه وأشتم
آباءه على المنبر ! قال : فشتمه يوسف ، ثمّ رده ،
( تاريخ الطبري 7 : 167 ) .