وفي هذا المقام
نلحظ ما رواه زيد النرسي ـ في أصله ـ عن أبي الحسن الكاظم 1، حيث قال : « الصلاة خير من النوم » بدعة بني أمية ، وليس ذلك من أصل الأذان »[735] ، فإن الإمام الكاظم كان ناظراً إلى استفحال هذا التثويب وشيوعه
واتخاذه طابع العموم والانتشار في زمن بني أميّة الذين ساروا في هذا المجال على
خطى عمر بن الخطاب ، وأ يّدوا نهج
الاجتهاد والرأي في مقابل نهج التعبد المحض ،
وبذلك لا يكون ثمة تخالف بين القول بأنّها بدعة وضعت في عهد عمر بن الخطـاب والقول
بأنّها بدعـة أمويـة ؛ لأن الثانـية حكّمـت ما شـرّع في عهد الشيخين .
وبعد هذا نتساءل : هل تصحّ هذه العلّة « أي علّة الخوف من ترك الناس للجهاد » لحذف هذا الفصل من فصول الأذان ،
أم أنّ هناك دافعاً آخر وراء هذا الأمر ؟ هذا ما سنوضحه في
الفصل اللاحق .