وقد نقل محمّد بن
علان ـ شارح الأذكار النوويّة ـ كلام القاضي عياض
بشيء من التصرّف ، كقوله :
ثمّ كرّر التكبير آخره إشارة
إلى الاعتناء السابق ، لأنَّ هذا المقام هو الأصل المبنيّ عليه جميع ما تقرّر من العقائد
والقواعد ، وختم ذلك بكلمة التوحيد إشارة إلى التوحيد المحض[334] .
وكان آخره اسم « الله » ليطابق البداءة ، إشارة إلى أنَّه
الأوّل والآخِر في كلّ شيء ، قال القاضي : « ثمّ
كرّر ذلك عند إقامة الصلاة للإعلام بالشروع فيها ،
وفي ذلك تأكيد الإيمان وتكرار ذكره عند الشروع في العبادة بالقلب واللسان ، ليدخل المصلّي فيها على بيّنة من أمره وبصيرة من إيمانه ويستشعر عظيم
ما دخل فيه وعظيم حقّ مَن عبده وجزيل ثوابه على عباده[335] .
وقد علّق ابن علان
على كلام القاضي عياض بقوله : ( قلتُ : قال ابن حجر في شرح المشكاة :
وللاعتناء بشأن هذا المقام الأكبر كرّر الدالّ عليه أربعاً إشعاراً بعظيم رفعته ، وكأنّ حكمة خصوص الأربع أنَّ القصد بهذا التكرير تطهير شهود النفس
بشهود ذلك عن شهواتها الناشئة عن طبائعها الأربعة الناشئة عن أخلاطها الأربعة .
وفي شرح العباب له:
( وكأنَّ حكمة الأربع
أنَّ الطبائع أربعة لكلٍّ منها كمال ونقص يخصّه بإزاء كلّ منها كلمة من تلك ليزيد
في كمالها ويطهّر نقصها ، وكذا يقال بذلك في كلّ محلّ ورد فيه التربيع )[336] .
[334] وهو
أن ( لا
إله إلّا هو )،
معنى آخر لقوله : ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) أو قوله : ( وإلى ربّك المنتهى ) .
[335] انظر : الفتوحات الربّانيّة على
الأذكار النوويّة 2 : 84 -