هذا ، ونحن نعلم بأنّ الذي رفع ذكرَ الرسول هو الله في محكم كتابه ، وإليك أقوال بعض العلماء والمفّسر ين لتقف على المقصود ، وأنّه أمر ربّاني ، وليس كما تصوره أبو سفيان ومعاوية والأمويّون ومن لف لفهم :
قال الشافعي : أخبرنا ابن عيينة ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد في قوله : وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ قال : لا أُذكَر إلّا ذُكِرتَ معي « أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أنّ محمّداً
رسول الله »[228] . يعني ـ والله أعلم ـ ذكره عند الإيمان والأذان ، ويحتمل ذكره عند
تلاوة الكتاب وعند العمل بالطاعة والوقوف عن المعصية .
وقال النووي في
شرحه على مسلم ـ بعد ذكره المشـهورَ عن الشافعي في رسالته ومسنده في تفسير قوله تعالى :
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ـ : « وروينا هذا التفسير مرفوعاً إلى رسول الله 0 عن جبرئيل عن ربّ العالمين »[229] .
وفي مصنف ابن أبي
شيبة الكوفي : حدّثنا ابن عيينة ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ يقال : ممن هذا الرجل ؟
فيقول : من العرب .
فيقال : من أيّ العرب ؟
فيقول : من قريش .
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ لا أُذكرُ إلّا ذكرتَ « أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ
[228] الرسالة للإمام
الشافعي : 16 ، المسند للإمام الشافعي : 233 ،
المجموع 1 : 577 ، تلخيص وانظر : الحبير
3 : 435 ، تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني 3 : 437
، وفي السنن الكبرى 3 : 209 ( باب ما يستدل به على وجوب ذكر
النبيّ في الخطبة ) وبعد ذكره لقول الشافعي قال : ويذكر عن محمد بن كعب
القرظي مثل ذلك . وانظر : فيض القدير شرح الجامع الصغير
1 : 28 -
[229] شرح النووي على صحيح مسلم
1 : 160 باب مقدّمة الصحيح .